ولد صلوات الله عليه وسلامه يوم الاثنين لما رواه مسلم في ( صحيحه ) عن أبي قتادة أن أعرابيا قال : يا رسول الله ما تقول في صوم يوم الاثنين ؟ فقال :
( ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه ) .
وكان مولده عليه الصلاة والسلام عام الفيل .
وقد رواه البيهقي عن ابن عباس . وهو المجمع عليه كما قال خليفة بن خياط توفي أبوه عبد الله وهو حمل في بطن أمه على المشهور .
وفي الحديث الآتي ( ص 16 ) :
( . . . ورؤيا أمي التي رأت حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ) .
فصل فيما وقع من الآيات ليلة مولده عليه الصلاة والسلام
وروى محمد بن إسحاق عن حسان بن ثابت قال :
والله إني لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان أعقل كل ما سمعت إذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته على أطمة ب ( يثرب ) : يا معشر يهود حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له : ويلك مالك ؟ قال : طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به .
وروى أبو نعيم ومحمد بن حيان عن أسامة بن زيد قال : قال زيد بن عمرو بن نفيل :
قال لي حبر من أحبار الشام : قد خرج في بلدك نبي أو هو خارج قد خرج نجمه فارجع فصدقه واتبعه . ذكر ارتجاس الإيوان وسقوط الشرفات
وخمود النيران ورؤيا الموبذان
وغير ذلك من الدلالات
( ليس فيه شيء )
ذكر حواضنه ومراضعه عليه الصلاة والسلام
أخرج البخاري ومسلم عن أم حبيبة بنت أبي سفيان [ أنها ] قالت : يا رسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان ( ولمسلم : عزة بنت أبي سفيان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أو تحبين ذلك ؟ ) . قلت : نعم لست لك بمخلية وأحب من شاركني في خير أختي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإن ذلك لا يحل لي ) . قالت : فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة ( وفي رواية : درة بنت أبي سلمة ) . قال : ( بنت أم سلمة ؟ ) . قلت : نعم . قال :
( إنها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن ) .
زاد البخاري : قال عروة : وثويبة مولاة لأبي لهب أعتقها فأرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وروى ابن إسحاق عن نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له : يا رسول الله أخبرنا عن نفسك . قال :
( نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام .
واسترضعت في بني سعد بن بكر فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا إذ أتاني رجلان - عليهما ثياب بيض - بطست من ذهب مملوء ثلجا ثم أخذاني فشقا بطني واستخرجا قلبي فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه ثم قال أحدهما لصاحبه : زنه بعشرة من أمته . فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال : زنه بمئة من أمته . فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال : زنه بألف من أمته . فوزنني بهم فوزنتهم فقال :
دعه عنك فوالله لو وزنته بأمته لوزنها ) .
وإسناده جيد قوي .
وقد روى أحمد وأبو نعيم في ( الدلائل ) عن عتبة بن عبد : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كيف كان أول شأنك يا رسول الله ؟ قال :
( كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت : يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا . فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ؟ فقال : نعم . فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه : ائتني بماء وثلج فغسلا به جوفي ثم قال : ائتني بماء برد فغسلا به قلبي ثم قال : ائتني بالسكينة . فذرها في قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه : خطه . فخاطه وختم على قلبي بخاتم النبوة فقال أحدهما لصاحبه : اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة . فإذا أنا أنظر إلى الألف فوق أشفق أن يخر علي بعضهم فقال : لو أن أمته وزنت به لمال بهم . ثم انطلقا فتركاني وفرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت فأشفقت أن يكون قد لبس بي فقالت : أعيذك بالله . فرحلت بعيرا لها وحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت : أديت أمانتي وذمتي . وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها وقالت : إني رأيت
خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام ) .
وثبت في ( صحيح مسلم ) عن أنس بن مالك :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب واستخرج معه علقة سوداء فقال : هذا حظ الشيطان . ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني : ظئره - فقالوا : إن محمدا قد قتل . فاستقبلوه وهو منتقع اللون . قال أنس : وقد كنت أرى ذلك المخيط في صدره .وفي ( الصحيحين ) عن أنس وعن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء - كما سيأتي - قصة شرح الصدر ليلتئذ وأنه غسل بماء زمزم .
ولا منافاة لاحتمال وقوع ذلك مرتين : مرة وهو صغير ومرة ليلة الإسراء ليتأهب للوفود إلى الملأ الأعلى ولمناجاة الرب عز وجل والمثول بين يديه سبحانه وتعالى .
والمقصود أن بركته عليه الصلاة والسلام حلت على حليمة السعدية وأهلها وهو صغير ثم عادت على هوازن - بكمالهم - فواضله حين أسرهم بعد وقعتهم وذلك بعد فتح مكة بشهر فمتوا إليه برضاعه فأعتقهم تحنن عليهم وأحسن إليهم كما سيأتي مفصلا في موضعه إن شاء الله تعالى .
قال محمد بن إسحاق في وقعة ( هوازن ) : عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ب ( حنين ) فلما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركه
وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا : يا رسول الله إنا أهل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك . وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال : يا رسول الله إن ما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك فلو أنا ملحنا ابن أبي شمر أو النعمان بن المنذر ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك رجونا عائدتهما وعطفهما وأنت خير المكفولين . ثم أنشد :
فإنك المرء نرجوه وندخر
امنن علينا رسول الله في كرم
ممزق شملها في دهرها غير
امنن على بيضة قد عاقها قدر
على قلوبهم الغماء والغمر
أبقت لنا الدهر هتافا على حزن
ياأرجح الناس حلما حين يختبر
إن لم تداركها نعماء تنشرها
إذ فوك يملؤه من محضها درر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها
وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها
واستبق منا فإنا معشر زهر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته
وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
إنا لنشكر للنعمى وإن كفرت
وقد رويت هذه القصة عن أبي صرد زهير بن جرول - وكان رئيس قومه - قال :
لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فبينا هو يميز الرجال والنساء وثبت حتى قعدت بين يديه وأسمعته شعرا أذكره حين شب ونشأ في ( هوازن ) حين أرضعوه :
فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن علينا رسول الله في دعة
ممزق شملها في دهرها غير
امنن على بيضة قد عاقها قدر
على قلوبهم الغماء والغمر
أبقت لنا الحرب هتافا على حزن
ياأرجح الناس حلما حين يختبر
إن لم تداركها نعماء تنشرها
إذ فوك تملؤه من محضهاالدرر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها
وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
إذ أنت طفل صغيركنت ترضعها
واستبق منا فإنا معشر زهر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته
وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
إنا لنشكر للنعمى وإن كفرت
من أمهاتك إن العفو مشتهر
فألبس العفو من قد كنت ترضعه
هذي البرية إذ تعفو وتنتصر
إنا نؤمل عفوا منك تلبسه
يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر
فاغفر عفا الله عما أنت راهبه
قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لله ولكم ) .
فقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
وسيأتي أنه عليه الصلاة والسلام أطلق لهم الذرية وكانت ستة آلاف ما بين صبي وامرأة وأعطاهم أنعاما وأناسي كثيرا .
فهذا كله من بركته العاجلة في الدنيا فكيف ببركته على من اتبعه في الدار الآخرة ؟روى الإمام أحمد عن بريدة قال :
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا ب ( ودان ) قال :
( مكانكم حتى آتيكم ) . فانطلق ثم جاءنا وهو ثقيل فقال :
( إني أتيت قبر أم محمد فسألت ربي الشفاعة - يعني : لها - فمنعنيها وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) .
ورواه البيهقي من طريق أخرى عنه بلفظ :
انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسم قبر فجلس وجلس الناس حوله فجعل يحرك رأسه كالمخاطب ثم بكى فاستقبله عمر فقال : ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال :
( هذا قبر آمنة بنت وهب استأذنت ربي في أن أزور قبرها فأذن لي واستأذنته في الاستغفار لها فأبى علي وأدركتني رقتها فبكيت ) .
قال : فما رأيت ساعة أكثر باكيا من تلك الساعة .
ورواه البيهقي من طريق أخرى نحوه .
وهو والحاكم من حديث عبد الله بن مسعود .
وروى مسلم عن أبي هريرة قال :
زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال :
( استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي فزوروا القبور تذكركم الموت ) .
وروى مسلم أيضا عن أنس :
أن رجلا قال : يا رسول الله أين أبي ؟ قال : ( في النار ) . فلما قفى دعاه فقال :
( إن أبي وأباك في النار ) .
وقد روى البيهقي عن عامر بن سعد عن أبيه قال :
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي كان يصل وكان وكان فأين هو ؟
قال : ( في النار ) .
قال : فكأن الأعرابي وجد من ذلك فقال : يا رسول الله أين أبوك ؟ قال :
( حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار ) .
قال : فأسلم الأعرابي بعد ذلك فقال : لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار .
والمقصود أن عبد المطلب مات على ما كان عليه من دين الجاهلية خلافا لفرقة الشيعة فيه وفي ابنه أبي طالب على ما سيأتي في ( وفاة أبي طالب ) . وقد قال البيهقي بعد روايته هذه الأحاديث في كتابه ( دلائل النبوة ) :
( وكيف لا يكون أبواه وجده عليه الصلاة والسلام بهذه الصفة في الآخرة وقد كانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا ولم يدينوا بدين عيسى ابن مريم عليه السلام وكفرهم لا يقدح في نسبه عليه الصلاة والسلام لأن أنكحة الكفار صحيحة ألا تراهم يسلمون مع زوجاتهم فلا يلزمهم تجديد العقد ولا مفارقتهن إذ كان مثله يجوز في الإسلام . وبالله التوفيق ) .
قلت : وإخباره صلى الله عليه وسلم عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ينافي الحديث الوارد من طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة كما بسطناه سندا ومتنا في ( تفسيرنا ) عند قوله تعالى : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [ الإسراء : 15 ] . فيكون منهم من يجيب ومنهم من لا يجيب فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب فلا منافاة ولله الحمد والمنة .
خروجه عليه الصلاة والسلام مع عمه أبي طالب إلى الشام وقصته مع بحيرى الراهب
روى الحافظ أبو بكر الخرائطي من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال :
خرج أبو طالب إلى الشام ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب - يعني : بحيرى - هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج ولا يلتفت إليهم . قال :
فنزل وهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذا سيد العالمين ( وفي رواية البيهقي زيادة : هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين ) .
فقال له أشياخ من قريش : وما علمك ؟ فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدون إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه .
ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به - وكان هو في رعية الإبل - فقال :
أرسلوا إليه . فأقبل وغمامة تظله فلما دنا من القوم قال : انظروا إليه عليه غمامة فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه قال : انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه .
قال : فبينما هو قائم عليهم وهو ينشدهم ألا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة نفر من الروم قد أقبلوا قال : فاستقبلهم فقال : ما جاء بكم ؟ قالوا : جئنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس وإنا أخبرنا خبره إلى طريقك هذه . قال : فهل خلفكم أحد هو خير منكم ؟ قالوا : لا إنما أخبرنا خبره إلى طريقك هذه . قال : أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده ؟ فقالوا : لا . قال : فبايعوه وأقاموا معه عنده قال :
فقال الراهب : أنشدكم الله أيكم وليه ؟ قالوا : أبو طالب .
فلم يزل يناشده حتى رده وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت .
وهكذا رواه الترمذي والحاكم والبيهقي وابن عساكر وغير واحد من الحفاظ وقال الترمذي :
( حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ) .
قلت : فيه من الغرائب أنه من مرسلات الصحابة فإن أبا موسى الأشعري إنما قدم في سنة خيبر سنة سبع من الهجرة فهو مرسل فإن هذه القصة كانت
ولرسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر فيما ذكره بعضهم ثنتا عشرة سنة ولعل أبا موسى تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم فيكون أبلغ أو من بعض كبار الصحابة رضي الله عنهم أو كان هذا مشهورا مذكورا أخذه من طريق الاستفاضة .
[ المستدرك ] عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ما زالت قريش كاعة حتى توفي أبو طالب ) .
أخرجه الحاكم ( 2/622 ) وقال : ( صحيح على شرط الشيخين ) .
قلت : فيه عقبة المجدر ولم يخرج له الشيخان وهو صدوق فالإسناد جيد . وسيذكره المؤلف رحمه الله بلفظ آخر من رواية ابن إسحاق في ( وفاة أبي طالب ) مع روايات أخرى تناسب هذا الفصل . [ انتهى المستدرك ] .
الى اللقاء فى الحلقة القادمه وباب جديد من صحيح السيره النبويه وعنوانه منشئه صلى الله عليه وسلم ومرباه.والسلام عليكم