قال جابر بن عبد الله :
لما بنيت الكعبة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة . ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال : ( إزاري ) . فشد عليه إزاره .
أخرجاه في ( الصحيحين ) .
وروى البيهقي عن زيد بن حارثة قال :
كان صنم من نحاس - يقال له : ( إساف ) و( نائلة ) - يتمسح به المشركون إذا طافوا فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطفت معه فلما مررت مسحت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تمسه ) . قال زيد : فطفنا فقلت في نفسي : لأمسنه حتى أنظر ما يكون . فمسحته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألم تنه ؟ ) . زاد غيره : قال زيد : فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلم صنما قط حتى أكرمه الله تعالى بالذي أكرمه وأنزل عليه ) .
وثبت في الحديث أنه كان لا يقف بالمزدلفة ليلة عرفة بل كان يقف مع الناس ب ( عرفات ) كما قال محمد بن إسحاق . . . عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه جبير قال :
لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على دين قومه وهو يقف على بعير له ب ( عرفات ) من بين قومه حتى يدفع معهم توفيقا من الله عز وجل له .
قال البيهقي : معنى قوله : ( على دين قومه ) : ما كان بقي من إرث إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ولم يشرك بالله قط صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا .
قلت : ويفهم من قوله هذا أيضا أنه كان يقف ب ( عرفات ) قبل أن يوحى إليه وهذا توفيق من الله له .
ورواه الإمام أحمد والطبراني ( 1577 ) عن محمد بن إسحاق ولفظه :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم - قبل أن ينزل عليه - وإنه لواقف على بعير له مع الناس
ب ( عرفات ) حتى يدفع معهم توفيقا من الله .
وله شاهد من حديث ربيعة بن عباد رواه الطبراني ( 4592 ) .
ورواه الإمام أحمد من طريق أخرى عن جبير بن مطعم قال :
أضللت بعيرا لي ب ( عرنة ) فذهبت أطلبه فإذا النبي صلى الله عليه وسلم واقف فقلت : إن هذا من ( الحمس ) ما شأنه ها هنا ؟
وأخرجاه .
[ المستدرك ]
وعن سالم بن عبد الله أنه سمع ابن عمر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل ( بلدح ) وذلك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منه وقال : إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه .
أخرجه أحمد ( 2/89 ) وإسناده صحيح على شرط الشيخين وانظر : ( السيرة ) للذهبي ( ص 44 ) .
وله شاهد من حديث سعيد بن زيد أتم منه .
أخرجه الطبراني في ( الكبير ) ( 350 ) وعنه الذهبي ( ص 46 ) .
وفي رواية : عن زيد بن حارثة عند الطبراني ( 4663 و4664 ) والحاكم ( 3/216 - 217 ) وانظر : ( مجمع الزوائد ) ( 9/418 ) . [ انتهى المستدرك ] .